السبت، 16 يوليو 2011

سجني القديم

حان الوقت .. الذي لم يسبق تحديده من قبل
نعم ، فعندما أعود بذاكرتي المهترئة للماضي ، أذكر كيف كنت ، وكيف أصبحت الان ..
أراقب الساعة والزمن حيث أنه يسير بأقل من البطء ..
إنه لم ينتهي بعد > قلت في نفسي ..

أغمضت عيني فجالت بذاكرتي كُلُّ تلك الاحداث الرهيبة ..
حكمٌ لم تنتهي مدته بعد ..
أترقب انقضاءه بفارغ الصبر ..
وكُلُّ ما كان يلهيني من قبل ، إنه الآن أشبهُ بقمامة بالنسبة لي ..
لا تعني لي شيئاً غير انها مضيعة للوقت ..
وقتي ملؤه الفراغ ، لكنه يكون ذا فراغ أكبر حينما امارسها ..
أصبحتُ كلما ألوذ للكتابة كنت اتخلص مما اكتبه بسهولة فكانت تسليتي الجديدة هي (( بتشكيلها ..))
كل تلك الكتابات البالية على الاوراق المهترئة تخلصت منها لأخلص نفسي وعقلي منها ..

ركضتُ نحو تلك الشُرفة حيثُ أرى تلك الأضواء الكثيرة ..
إنها تمدني بالأمل الكثير .. وغير ذلك ، أحلامٌ وأماني .. بعيدٌ مرامها ..
وإن كانت تتحقق > بالنسبة لي هي في المستقبل البعيد
فكل ساعة تمر بحياتي ، هي أشبه بالشهر ، واليوم ُ بالسنة ..
مدة الحكم كانت ٣٣ سنة ، انقضت منه ١٥ عاماً وها أنا ذا قد أتممت من عمري ٤٥ ..
هل بقي من عمري مايكفي ؟!!

لقد أعياني المرض وذهبت السنينُ بذاكرتي إلى العدم ..
فحتى آلام الـخمس عشر سنة الماضية ، بدأت تتلاشى من مخيلتي ..

إلى متى الانتظار وقد أقبلت المنايا على بدني الضعيف ؟
وأنا الان أرى الساعة وقد تداخلت عقاربها ، فطال بذلك وقتها ..
تعبت مساعيّ للهروب من وقتٍ طويل .. بعيد الانقضاء ..
بالأمس يا زماني كانت ثلاثة (( العقارب )) .. أما إلآن فقد اصبح يصعب عليّ عدُّها ..
بالأمس يازماني كنت بكامل قواي .. أما الآن فإن البدن قد بدا عليه الذبول والإعياء ..

لقد حان الوقت .. الذي لم يسبق تحديده من قبل ..
تمّ الإفراج عنّي قبل نهاية الحكم ..
رأفتاً بحالي واحتراماً لعمري الكبير ورأسي الذي اشتعل شيباً ...

يالها من ذكرى أحكيها لكم .. تجربة لم أنساها بحياتي .. وحتى لو لم اذكر تفاصيلها ..
فهذا سيكون رحمةً بقلبي الضعيف ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق