السبت، 16 يوليو 2011

strange

سأروي لكم حكاية رسام غريب الأطوار .. ذو نظرة غريبة للأمور  ..
كان رساماً لأحد حكام الدول  ..


في أحد الايام طلب ذلك الحاكم من الرسام ان يرسمه .. يريد عرض الصورة المرسومة والتباهي بها امام ضيوفه القادمين من الخارج ..


لبّا الرسام ذلك الطلب دون تردد منه أو تذمر .. فبالعادة كان يرسم الطبيعة اكثر من كونه رساماً للبشر ..


بدأ بالرسم وقد شارف الآن على الانتهاء .. وأُخِذ باللوحة للضيوف ليتم رفع الستار عنها .. فتصبح الوجوه في دهشة وحيرة بنفس الوقت ..
ما هذااا ؟!!!!!!   > صاح الحاكم بوجه الرسام .. 



لم يترك المجال لذلك الرسام أن يبرر هذه الرسمة وسبب وصف الحاكم بهذه الكيفية ..

تسرّع الحاكم بطلبه أن يدقّوا عنقه ..
ولأن الرسام كان على علم بنتيجة رسمته ،، كتب في مفكرته وصفاً للوحته ..

فذكر فيها ..

~{ أكتب الآن مذكراتي وإني لأظُنُ أنها ساعتي الاخيرة من بعد عرضهم للوحة ..
لا يهمني إن كان سيدقُّ عنقي او يرأف بي .. لأنه استغلني لفترة ليست بقليلة ..
لكني أحببت شخصيته .. أحببت إصراره في مبتغاه ..
كان الرقم ١٤ على جبينه :- يمثل لي مدته التي أقام فيها حكمه وأنشأ نفوذه وانجازاته العظيمة خلال هذه الفترة ..
سهره الدائم لتحقيق أحلامه .. لايهمني ان كانت احلامٌ شريفة او العكس (( أعجبني إصراره )) >> عينااه الحمراوان وعروقه الممتده تحت عينيه رسمتُ بها جماله رغم آثار التعب ..

رسمتُ ذلك الريش تحت عينيه بلونها الأزرق >> احببت ان ابرز رأفته بالشعب وإن لم تكن بذلك القدر لكنه كان أفضل من غيره ..

رسمتُ الأجنحة الحمراء كبيرة ويبدوا عليها القوة وكأنهما لطيرٍ جارح .. فوق عينيه وعلى جانبهما >> ليعلم الناظر للوحة انه كان مُهاباً من قبل أعدائه ولم يكن ليرحمهم أبداً ..
كان يراقب أملاكه ولا يسمح لأعدائه  بمساسها .. كان كالحارس لها ..

الشعلتان فوق رأسه تدلُ على فطنته وذكائه ،، لكن الوجه مابينهما يبيّن أن ذلك الذكاء غالباً لم يستخدمه للخير وإنماا كان يحاول استغلال غيره من الحكام دائماً ..

وبرسمي لما فوق الجناحان فهو يبقى ملكاً فوق كُلِّ شيء رغماً أنف أي شيء .. >> لديه من الثقة الراسخة كالجبال التي لا تتحرك ..

وأخيراً كان وجهه في اللوحة بداخل إيطار للرسمات واللوحات الخالدة ..
أريد إخلاد لوحته للمستقبل البعيد .. 

سيدي الحاكم .. إن قرأت هذه المفكرة .. ارجوا ان تتغير نظرتك للوحة .. فإنك بتلك الصورة تبرز كالملاك ..
تذكر أني رسمتك بها لتكون الافضل .. لاتنظر لها من الخارج بل تعمق بمعناها عندها ستزور قبري لتشكرني .. }~


وصلت هذه الرسالة للحاكم وقرأها بتمعن .. وأحبها وذهب لزيارة القبر كما تنبأ وتوقع الرسام في خطابه ..

فخُلًِّدت اللوحة في متحف القصر الخاص الى وفاة الحاكم عندها نقلت للمتحف العام ..
وأصبحت من أشهر اللوحات في تلك الدولة ..

............ تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق