الجمعة، 12 أغسطس 2011

العين الزجاجية


يُحكى عن أحد المدن الأسطورية القديمة
أن سكانها يتميزون بقرائة الطالع ومعرفة المستقبل ..

وبالتحديد ..صاحبة الصورة هذه اشتهرت بالقدرات المتميزة عن غيرها ..
فهي تملك عيناً زجاجية تحوي خلفها ذلك المنظور الخاص لما حولها..

في أحد الأيام تنبأت هذه الشابة بحادثة ستقع على مدينتهم ..
لكن لم يصدق أحد بهذه النبؤة ..
ولذلك لأنها ليست نبؤةً يسعدون بها وإنما هي مشؤمة ..
وبطبيعة الحال ترونم يخلقون الأعذار لإرضاء أنفسهم ..

تنص هذه النبؤة على :-
( لم يفت الأوانُ بعد , ومع ذلك لاتستهينوا بالوقت
فإن ذلك قريب .. والوقتُ لا ينتظر أحد ..
فإما أن تُسابقه لتسبِقه , أو فإنه سيسبقُك .
وبعدها ستبقون ملازمين أماكنكم حيثُ الهلاك ..

..~ بعد ليلتين بالتحديد , ستقع تلك الكارثة حيث أنها
تهدد نسلنا الأسطوري بالإنقراض ~..

سيأتي إعصارٌ رهيب يدمر كل ما سيقف في طريقه
إنه الآن عند الضفة الشرقية من المدينة المجاورة ..


لا تستهينوا بالأمر واسعوا لنقل عوائلكم لبر الأمان )

تحدثت كثيرا لذوي العقول ليقنعوا البسطاء
لكنهم كانوا سواء في تفكيرهم ولم يصغوا لها ..

عندها قررت النفاذ بجلدها .. فهي قد أبلغت .. - وليس على المبلغ حجة -..
أقتربت تلك الساعة الموعودة ولم يكن منهم من قرر الحراك أبداً
~ لم تقوى على رؤية أهلها يهلكون أمام عينيها ..
فقررت عندها أن تصنع الحل بيديها .. 
وقفت في ثبات وأرخت جميع أطرافها
اغمضت عينيها وتنهدت بعمق

لم تمضِ لحظات حتى دنى منها الإعصار ..
استجمعت قوها لتتصدى له ..

أتى دور عينها الزجاجية التي ميزتها عن أهلها في المدينة ..

فعندمى فتحت عينيها بدت وكأنها تعكس تيارات الإعصار

تحطم الزجاج وبانت خلفه تلك السماء الفسيحة في عينيها ..
أجل , فخلف ذلك الزجاج كان هناك السر خلف نظرتها
نظرتها العميقة للأشياء من حولها ..
لكن ماكان يحمي تلك السماء قد تحطم ليجرحها من الداخل ..
أمطرت من عينيها دمعاً بدلا عن الدم
وهربت تلك السماء من عينيها لتحيط بالمدينة فشكلت حولها
غمامة كبيرة تحجب عنها الأنظار ..
وكأنها تقول للمدينة ~ إني أحميكِ ~ ..

وبعد فقدها لبصرها خارت قواها وفارقت الحياة ..

فتاة شابة ضحت بأغلى ما امتلكت لتحمي مدينتها بمن فيها ..
بقى أسمها خالداً في المدينة الأسطورية ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق